أبونا آدم عليه السلام
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه يسألونه عن الأنبياء الكرام وصفاتهم الخُلُقية والخَلْقية ، وعن أقوامهم ، ومن صدّقهم ، ومن كذ ّبهم ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجيبهم ، ويزيدهم ما ينفعهم ، ويشحذ قرائحهم ، ويقوّي الإيمان في نفوسهم ، ويُطَيـّبها .قال عليه الصلاة والسلام :خُلِق آدم وطوله ستون ذراعاً .. إنها قامة فارعة ، تسامق الأشجار العالية طولاً ، وتسمو على الحصون والقلاع ارتفاعاً .قالوا : يا رسول الله ؛ فما بالنا أقصر منه بكثير ؟.قال عليه الصلاة والسلام : لم يزل الخلق ينقصون جيلاً بعد جيل حتى وصلنا إلى ما نحن عليه . قالوا : فكيف يكون المؤمنون في الجنة إزاءه عليه السلام والأجيال السابقة ؟.قال عليه الصلاة والسلام : كل من يدخل الجنة يدخلها على صورة أبيه آدم .ثم أردف قائلاً : لما خلق الله تعالى آدم نفخ فيه الروح فعطس ، فألهمه الله تعالى حمده ، فقال : الحمد لله .فقال له ربه : يرحمك الله .فذهب الحمد والرحمة أدباً عالياً يعيشه المسلمون في مجتمعاتهم ، فيكون حمد الله ورحمته شعارهم ومآلهم ، فإذا عطس أحدكم ، فحمد الله فشمّتوه ، واطلبوا له الرحمة والهداية ، فهذا من سنّتي .
قال عليه الصلاة والسلام : ثم قال الله تعالى لآدم : اذهب فسلم على أولئك الجلوس من الملائكة ، وقل لهم : السلام عليكم . فذهب فسلم عليهم ( السلام عليكم ) ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله .قال تعالى : يا آدم ؛ أوَعَيْت ردّهم ؟ قال آدم : نعم ؛ يا رب . قال تعالى : فإنها تحيتك وتحية ذرّيتك .... إنك سلمتَ عليهم ، فردّوا عليك السلام ، وزادوك إكراماً ، فسألوني أن أرحمك ، فلك ذلك .وقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم : " وإذا حُيّيتُم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدّوها " قال عليه الصلاة والسلام بعد أن رأى أصحابه منتبهين ، يتلقَّون كل كلمة بأُذُن واعية وقلب محبّ : ثم إن الله تعالى مسح على ظهر آدم ، فسقط من ظهره كلُّ نَسَمة هو خالقها من ذريّة آدم إلى يوم القيامة ، وجعل بين عينَيْ كل إنسان منهم بصيصاً من نور ، ثم قبضها بيده سبحانه .قالوا : وكيف يقبض سبحانه الأمورَ بيده ؟.قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تعالى يقبض الأشياء كيف شاء ، متى شاء ، من غير تكييف ولا تمثيل – سبحانه – ليس كمثله شيئ ، وهو السميع البصير .قالوا : آمنّا بالله سبحانه ، وتعالى ربنا عن الشبيه والمثيل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .قال عليه الصلاة والسلام : فقال الله ويداه مبسوطتان : اختر أيهما شئت .قال آدم بأدب جم علمه إياه ربه : اخترتُ يمين ربي ، وكلتا يدي ربي يمين مباركة .فيبسط الله تعالى يده ، فإذا فيها آدم وذريته ....قال آدم : أيْ ربّ ؛ ما هؤلاء ؟قال تعالى : هؤلاء ذريتك .وينظر آدم عليه السلام إلى ذريته ، فإذا كل إنسان مكتوب عمُره بين عينيه .ويلوح له فيهم رجل من أضوئهم ، فيخفق له قلب آدم حباً ،فيقول : يا ربّ ؛ من هذا ؟ فيقول الله عز وجلّ : هذا ابنك داود ، قد كتبت له عمُر ستين سنة . فيقول آدم : ربّ ؛ زد في عمُره ؟.فيقول الله تعالى : هذا ما كتبت له ، وقدّرت.فيقول آدم : كم كتبت لي من العمر ؛ يا رب ؟ فيقول الله تعالى : ألف سنة .فيقول آدم : أيْ ربِّ ، فإني قد جعلت له من عمري أربعين سنة . فيقول الله تعالى : قد أجزت لك ذلك .فيًقدّر لداود مئة عام .كل شيء مقدّر ومكتوب ... صُنع الله الذي خلق كل شيء ، فأحسن خلْقه ، وأبدعه وقدّره ، وهو يفعل ما يشاء ... يمحو الله ما يشاء ويُثبت ، وعنده أمّ الكتاب .قال عليه الصلاة والسلام : ويسكن آدم وزوجه الجنة ماشاء الله ....ويشاء الله أن يبتليه بعد ذلك ، فيأكل وحواء من الشجرة المحرّمة ، ثم يهبطان منها . فكان آدم عليه السلام يَعُدّ لنفسه عمرها ......فلما أتاه ملك الموت يريد استيفاء روحه قال له آدم : قد عجلتَ ؛ قد كُتب لي ألف سنة ، فها انت تأتي قبل أربعين سنة . يقول له ملك الموت : بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود أربعين سنة ، فصارتْ إليه .فجحد آدم ما جعله لداود ، وكان جحوده نسياناً ، وورث أبناؤه صفات أبيهم ، فجحدوا كما جحد ، ونسوا كما نسي ، فأمر الله تعالى بالكتابة والشهود ليواجه بها جحود الجاحدين ونسيان الناسين .
1- البخاري المجلد الثاني الجزء /4/كتاب : بدء الخلق باب قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة ....."2- سنن الترمذي ج3ص52
1- البخاري المجلد الثاني الجزء /4/كتاب : بدء الخلق باب قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة ....."2- سنن الترمذي ج3ص52
منقول ،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق